وأنذر عشيرتك الأقربين
قال تعالى: (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) (القصص85) .. أي إن الذي فرض عليك وأوجب عليك تبليغ القرآن لرادك إلى دار الآخرة - وهي المعاد - فيسألك عن ذلك.
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: لما أنزل الله: (وأنذر عشيرتك الأقربين) (الشعراء 114) .. أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه، ثم نادى: (يا صباحاه) فاجتمع الناس إليه بين رجل يجيء إليه وبين رجل يبعث رسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا بني عبدالمطلب يا بني فهر، يا بني كعب، أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني؟ قالوا: نعم! قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد) فقال أبو لهب - لعنه الله - تباً لك سائر اليوم! أما دعوتنا إلا لهذا؟ وأنزل الله عزوجل: (تبت يدا أبي لهب وتب) (المسد 1).
عن ابي هريرة. قال: لما نزلت هذه الآية: (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً فعم وخص .. فقال: (يا معشر قريش، أنقذوا أنفسكم من النار، فجاءني .. يا فاطمة بنت محمد، أنقذي نفسك من النار. فإني والله لا أملك لكم من الله شيئاً، ألا إن لكم رحماً سأبلها ببلائها) عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب، قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأنذر عشيرتك الأقربين * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عرفت أني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره، فصمت، فجاءني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد! إن لم تفعل ما أمرك به ربك عذبك بالنار) قال: فدعاني فقال: (يا علي، إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فاصنع لنا يا علي شاة على صاع من طعام، وأعد لنا عس (قدح كبير) لبن، ثم اجمع لي بني عبدالمطلب) ففعلت، فاجتمعوا له يومئذ وهم أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصون، فيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة والعباس، وأبو لهب - الكافر الخبيث - فقدمت إليهم الجفنة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها حذية فشقها بأسنانها، ثم رمى بها في نواحيها، وقال (كلوا باسم الله) فأكل القوم حتى نهلوا عنه، ما نرى إلا آثار أصابعهم، والله إن كان الرجل ليأكل مثلها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استقم يا علي) فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعاً، وأيم الله إن كان الرجل ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم، بدره أبو لهب - لعنه الله - فقال: لهد ما سحركم صاحبكم! فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما كان الغد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عد لنا مثل الذي كنت صنعت لنا بالأمس من الطعام والشراب، فإن هذا الرجل قد بدر إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم) ففعلت، ثم جمعتهم له، وصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صنع بالأمس، فأكلوا حتى نهلوا عنه، وأيم الله إن كان الرجل ليأكل مثلها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اسقهم يا علي) فجئت بذلك القعب فشربوا منه حتى نهلوا جميعاً، وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بني عبدالمطلبن إني والله ما اعلم شاباً من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتم به، إني قد جئتكم بامر الدنيا والآخرة).
عبروا عن حضارتكم و أخلاقكم ,,
و لا تخرجو ا من الموضوع بدون اضافة رد ,,
و كما تستفيدو ا اجعلو غيركم يستفيد ,,